الاثنين، 6 فبراير 2017

زواج مدني

زواج مدني 

في علم الاجتماع يوجد مصطلح يدعى (المجتمع المدني) ويشير هذا المجتمع إلى التجمعات المكونة من أجل هدف مشترك بين أفرادها لا بسبب وجودهم في منطقة جغرافية واحدة. نستطيع أن نأخذ أندية القراءة كمثال على المجتمعات المدنية فأعضاء هذه الأندية يجتمعون أسبوعيًا على سبيل المثال لقراءة أو مناقشة كتاب لكنهم في الحقيقة لا يقتصرون علاقتهم على ذلك النشاط الثقافي بل أن علاقتهم تمتد إلى نقاشات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية؛ لذلك نستطيع أن نطلق على هذه التجمعات مسمى (مجتمع) لكن علماء الاجتماع أضافوا وصف (مدني) كي يسهل علينا تمييزه عن المجتمع بمفهومه المتعارف عليه.

من أبرز ما يميز هذه المجتمعات المدنية نزعة أفرادها إلى التنازل عن بعض قناعاتهم ورغباتهم حيث يجنحون في كثير من الأحيان إلى إيجاد جل وسط بينهم وبين بقية أعضاء المجموعة؛ لأنهم اجتمعوا هنا لأجل هدف لا يريدون فقدانه وهو القراءة في مثالنا، فقد تجد أن الخلاف يشتد أحيانًا في إحدى مجموعات القراءة حول تحديد نوع كتاب الأسبوع أو استضافة كاتب ليشاركهم النقاش لكن مع ذلك تجد أن أعضاء المجموعة سرعان ما يحاولون الوصول إلى حل يرضي الجميع وهذا يعود كما قلنا إلى حبهم للنشاط الذي يتحلقون حوله بالإضافة إلى وجود عوامل مشتركة في طريقة تفكير أفراد المجموعة مهما اختلفوا.

بعد ما انتهيت من القراءة عن المجتمعات المدنية كوني للتو أعرفها تساءلت: لماذا لا تكون لدينا زواجات مدنية، فلا نسمح لأي زواج أن يتم إلا بوجود أهداف مشتركة بين الطرفين أو على الأقل أفكار مشتركة، بالتاكيد لا يوجد أبدًا ذلك الشريك الذي يشابهنا في كل شيء لكن لا بُد أن نتحقق من وجود شيء مشترك على الأقل كي نضمن استمرارية العلاقات ولنساهم في خفض نسب الطلاق بالتالي ستنخفض أعداد الأسر المتفككة مما يؤدي إلى أطفال ينشؤون في بيئات صحية ليكونوا أفراد فاعلين في المجتمع أو خالين من العقد النفسية على الأقل. أقصد بالأشياء المشتركة، أن يكون الزواج مبني على علاقة حُب مثلًا، فالحُب يغفر الاختلافات ومهما وكثرت المشكلات بين الطرفين إلا أن الحُب سيجعل حلها أكثر سهولة من تلك المشكلات التي تتم بين شخصين لا يحبان بعضهما. وليس ضروريًا أن يكون الحُب هو الرابط بين الزوجين، فنحن قادرون على ترك الشاب والفتاة يتحادثان لمدة شهر على الأقل قبل عقد قرانهما لكي يعرفان مدى قربهما من بعضهما وهذا شيء أشد أهمية في وقتنا الحالي خاصة في مجتمعنا الذي طرأت عليه تغيرات كثيرة، فنحن نرى كثيرًا من النساء خاصة اختلفت أفكارهن عن السابق بغض النظر كانت صحيحة أم خاطئة والشيء ذاته مع الرجال وإن كان بدرجة أقل، وهذه التغيرات ستترك فجوة كبيرة بين الزوجين من الأولى معرفتها قبل ارتباطهما لأنها لا تُردم بإصلاح ذات البين ولا بمراكز التنمية الأسرية، هذه فجوة اللاتلاقي اللاانسجام ومحكوم عليها أن تبقى فجوة.

لا يوجد طلاق في العالم إلا وشعلته خلاف؛ فإن كُنا نزج بالزوجين دون أي اعتبار لأوجه الاختلاف بينهما، علينا ألا نسأل أبدًا عن نسب الطلاق المرتفعة، وإن كُنا نريد خفض هذه النسب فعلينا بالزواج المدني!

هناك تعليق واحد:

  1. LuckyClub Casino Site Review - Lucky Club Online Casino UK
    The luckyclub Lucky Club website was created by players from all over the world in the hope of bringing the brand new casino experience to the world of Las Vegas.

    ردحذف